Skip to content

الثمار الأولى للقيامة – حياةٌ لك

سورة الرعد (سورة 13) تصف تحَدِّيًا شائعًا، أو انتقادًا مِن قِبَل الكافرين.

وَإِنْ تَعْجَبْ فَعَجَبٌ قَوْلُهُمْ أَئِذَا كُنَّا تُرَابًا أَئِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ الْأَغْلَالُ فِي أَعْنَاقِهِمْ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ. وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آَيَةٌ مِنْ رَبِّهِ إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ.           

(سورة الرعد 13: 5، 7)

يأتي (التحدّي والانتقاد) بجزأين. يسأل الكافرون في سورة الرعد الآية 5 عمّا إذا كانت القيامة ستحدث في يومٍ ما. من وِجهةِ نظرهم، بما أنّها لم تحدث قطّ من قبل، فلن تحدث في المستقبل. ثمّ يسألون عن سبب عدم صنع آيةٍ للتحقُّق من صحّة أنّه ستحدث قيامة. أيّ يقولون ما معناه: ’’أثبِتْ ذلك‘‘.

سورة الفُرقان (سورة 25) تُظهِرُ هذا التحدّي نفسه على نحوٍ مُختلفٍ بعض الشيء.

وَلَقَدْ أَتَوْا عَلَى الْقَرْيَةِ الَّتِي أُمْطِرَتْ مَطَرَ السَّوْءِ أَفَلَمْ يَكُونُوا يَرَوْنَهَا بَلْ كَانُوا لَا يَرْجُونَ نُشُورًا  وَإِذَا رَأَوْكَ إِنْ يَتَّخِذُونَكَ إِلَّا هُزُوًا أَهَذَا الَّذِي بَعَثَ اللَّهُ رَسُولًا.

(سورة الفُرقان 25: 40-41)

ليس ثمَّةَ خوفٌ من القيامة القادمة، ولا من النبيّﷺ. فهم يطلبون أن يُريهم القيامة.

سورة الفُرقان تكشف أيضًا كيف ينظر الله إلى الكافرين.

وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آَلِهَةً لَا يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ وَلَا يَمْلِكُونَ لِأَنْفُسِهِمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا وَلَا يَمْلِكُونَ مَوْتًا وَلَا حَيَاةً وَلَا نُشُورًا.

(سورة الفرقان 25: 3)

تُبيِّن سورة الفرقان أنّ الناس غالبًا ما يتَّخذون آلهةً زائفة. كيف يُميِّز شخصٌ ما بين الإله الزائف والإله الحقيقيّ؟ تُقدِّم آية الفرقان الجواب.  لا يمكن للآلهة الزائفة أن يكون لديها ’’سلطانٌ على الموت ولا على الحياة ولا على القيامة. إنّ السلطان على الموت هو ما يفصل بين ما هو زائفٌ وما هو حقيقيّ.

سواءٌ صدرَ تحدّي الله ورُسُلِه مِن قِبَل الكافرين لإثبات ما ينبغي خشيَته، وما يمكن تجاهله، أو ما إذا كان التحذير مُوَجَّهٌ من الله إلى الكافرين لعبادة الإله الحقيقي وليس الإله الزائف، فإنّ المقياس هو نفسه – القيامة.  

القيامة تستلزمُ سلطانًا وقوّةً مطلَقَتَين. الأنبياء عليهم السلام، إبراهيم، موسى، داود، محمدصلى الله عليه وسلم – بقدر ما كانوا عظماء – لم يقوموا من الموت. وكذلك لم يفعل ذلك أحكم الرجال – سقراط، آينشتاين، ونيوتن، وسليمان. ما من إمبراطور حكم على أيِّ عرشٍ من العروش، بما في ذلك الإمبراطوريات الإغريقيّة والرومانية والبيزنطية والأُمويّة والعبّاسية والمملوكيّة والعثمانيّة، قد تغلَّبوا على الموت وقاموا من بيت الأموات. هذا هو التحدي المُطلَق. هذا هو التحدّي الذي اختار عيسى المسيح عليه السلام مواجهته.

وقد حقَّقَ فوزه يوم الأحد  قبل الفجر. كان انتصارُه على الموت عند الفجر نصرًا لكَ أنتَ وأنا أيضًا. لم نعد في حاجةٍ إلى أن نكون أسرى الأذى في هذا العالم. كما هو مَطْلَب سورة الفَلَق (سورة 113).

قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ. 

(سورة الفلق 113: 1- 3)

سوف نلاحظُ هنا كيف تم التنبؤ بهذا الفجر الخاصّ قبل مئات السنين في احتفال التوراة ببواكير الفاكهة ، وكيف يخلصنا رب الفجر من أذيّة هذا العالم.

عيسى المسيح والاحتفالات في التوراة

تتبعنا بدقة الأحداث اليومية للأسبوع الأول للنبي عيسى المسيح المسجَّلة في الإنجيل. في نهاية الأسبوع

صُلب المسيح يوم الفصح، وهو احتفال يهودي مقدس. ثم بقى ميتاً خلال يوم السبت،وهو اليوم السابع المقدس من الأسبوع. هذه الأيام المقدسة كان قد وضعها الله منذ زمان بعيد من خلال النبي موسى (عليه السلام) في التوراة. نقرأ هذه التعليمات هنا:

وَقالَ اللهُ لِمُوسَى: «قُلْ لِبَنِي إسْرائِيلَ: هَذِهِ هِيَ أعيادُ اللهِ الَّتِي حَدَّدْتُ مَواعِيدَها، فأعلِنُوها كَمُناسَباتٍ خاصَّةٍ.

يَومُ السَّبت

«تَعمَلُونَ فِي سِتَّةِ أيّامٍ، لَكِنَّ اليَومَ السّابِعَ يَكُونُ يَومَ راحَةٍ، سَبْتاً، مُناسَبَةً مُقَدَّسَةً، فَلا تَعمَلُوا فِيهِ. إنَّهُ سَبتٌ للهِ فِي كُلِّ أماكِنِ سُكناكُمْ.

الفِصح

«هَذِهِ هِيَ أعيادُ اللهِ الخاصَّةِ، المَواسِمُ المُقَدَّسَةُ الَّتِي تُعلِنُوها فِي أوقاتِها المُعَيَّنَةِ. فِي اليَومِ الرّابِعَ عَشَرَ مِنَ الشَّهرِ الأوَّلِ  تُقَدِّمُونَ ذَبيحَةَ الفِصحِ  للهِ بَعْدَ الغُرُوبِ وَقَبلَ حُلُولِ الظَلامِ. (لاويين 23: 1 – 5)

أليس من المثير للاهتمام أن يحدث الصلب ورقود النبي عيسى المسيح في الوقت ذاته بالتمام مع الاحتفالين المقدسين اللذين تأسسا قبل 1500 سنةٍ كما هو مبينٌ في الخط الزمني؟

إن موت عيسى المسيح حدث في يوم ذبيحة الفصح (اليوم السادس) ورقد في استراحة السبت (اليوم السابع).
إن موت عيسى المسيح حدث في يوم ذبيحة الفصح (اليوم السادس) ورقد في استراحة السبت (اليوم السابع).

إن هذا التنسيق بين النبي عيسى المسيح واحتفالات التوراة مستمر. إن التلاوة الواردة في التوراة أعلاه تتطرق إلى أول احتفالين فقط. الاحتفال التالي كان يدعى “الثمار الأولى”، وأعطت التوراة التعليمات التالية بصدده:

وَقالَ اللهُ لِمُوسَى: 10 «قُلْ لِبَنِي إسْرائِيلَ: حِينَ تَدخُلُونَ الأرْضَ الَّتِي سَأُعطِيها لَكُمْ وَتَحصُدُونَ مَحاصِيلَها، أحْضِرُوا أوَّلَ حُزمَةٍ مِنْ حَصِيدِكُمْ إلَى الكاهِنِ. 11 يُقَدِّمُ الكاهِنُ الحُزمَةَ فِي حَضْرَةِ اللهِ لِتُقبَلَ مِنكُمْ. يُقَدِّمُها فِي اليَومِ الَّذِي يَلِي السَّبتَ.

14 لا تَأكُلُوا مِنَ القَمحِ الجَدِيدِ – لا فَرِيكاً وَلا خُبزاً – إلَى اليَومِ الَّذِي تَأتُونَ فِيهِ بِهَذِهِ التَّقدِمَةِ إلَى إلَهِكُمْ. سَتَكُونُ لَكُمْ هَذِهِ الشَّرِيعَةُ جِيلاً بَعْدَ جِيلٍ حَيثُما تَسكُنُونَ. (لاويين 23: 9 – 11، 14)

إذن كان اليوم الذي تلا يوم السبت من الفصح ثالث يوم مقدس. في هذا اليوم من كل سنةٍ كان رئيس الكهنة يدخل الهيكل المقدس ويلوّح بأول حصاد قمحٍ في الربيع أمام الرب، كان ذلك العمل يعني بداية حياة جديدة بعد موت الشتاء والتَطَلُّعِ إلى حصادٍ وفيرٍ ليستطيع الناس أن يأكلوا ويكتفوا.

كان ذلك بالضبط هو اليوم ذاته بعد يوم السبت الذي رقد عيسى المسيح فيه في القبر ، وهو يوم الأحد من أسبوع جديد في 16 نيسان. يُسجّل الإنجيل أحداثاً مفاجئةً في هذا اليوم ذاته الذي كان رئيس الكهنة يدخل فيه إلى الهيكل ليقدم “الثمار الأولى” للحياة الجديدة. إليكم سجل ما حدث:

عيسى المسيح قام من الأموات

 وَفِي أوَّلِ يَومٍ مِنْ أيّامِ الأُسبُوعِ، جاءَتِ النِّساءُ مُبَكِّراتٍ جِدّاً إلَى القَبرِ، وَحَمَلْنَ مَعَهُنَّ العُطُورَ وَالزُّيُوتَ الَّتِي أعدَدْنَها. فَوَجَدنَ أنَّ الحَجَرَ قَدْ دُحرِجَ عَنْ بابِ القَبرِ. فَدَخَلْنَ، لَكِنَّهُنَّ لَمْ يَجِدنَ جَسَدَ الرَّبِّ يَسُوعَ. وَبَينَما كُنَّ مُتَحَيِّراتٍ جِدّاً فِي ما حَدَثَ، ظَهَرَ فَجأةً رَجُلانِ فِي ثِيابٍ لامِعَةٍ وَوَقَفا أمامَهُما. فَتَمَلَّكَهُنَّ الخَوفُ وَحَنَينَ رُؤُوسُهُنَّ. فَقالَ لَهُما الرَّجُلانِ: «لِماذا تَبحَثنَ عَنِ الحَيِّ بَينَ الأمواتِ؟ لَيسَ هُوَ هُنا، بَلْ قامَ! اذْكُرْنَ ما قالَهُ لَكُنَّ عِندَما كانَ فِي الجَلِيلِ. قالَ إنَّهُ لا بُدَّ أنْ يُوضَعَ ابنُ الإنسانِ تَحتَ سَيطَرَةِ الخُطاةِ، ثُمَّ يُصلَبَ وَيَقومَ فِي اليَومِ الثّالِثِ.» حينَئِذٍ، تَذَكَّرَتِ النِّساءُ كَلامَ يَسُوعَ.

فَعُدنَ مِنَ القَبرِ، وَأخبَرنَ الأحَدَ عَشَرَ رَسُولاً وَكُلُّ الآخَرِينَ بِما حَدَثَ. 10 وَالنِّساءُ هُنَّ مَريَمُ المَجدَلِيَّةُ وَيُوَنّا وَمَريَمُ أُمُّ يَعقُوبَ. فَذَهَبْنَ مَعَ النِّساءِ الأُخرَياتُ، وَأخبَرنَ الرُّسُلَ بِهَذِهِ الأُمُورِ. 11 فَبَدا كَلامَهُنَّ لَهُمْ تَخرِيفاً، فَلَمْ يُصَدِّقُوهُنَّ! 12 لَكِنَّ بُطرُسَ نَهَضَ وَرَكَضَ إلَى القَبرِ. وَلَمّا وَصَلَ، انحَنَى، لَكِنَّهُ لَمْ يَرَ غَيرَ الأكفانِ. ثُمَّ مَضَى مُتَفَكِّراً فِي ما حَدَثَ.

عَلَى طَرِيقِ عِمواس

13 وَفِي ذَلِكَ اليَومِ نَفسِهِ، كانَ اثْنانِ مِنْ تَلامِيذِ يَسُوعَ ذاهِبَينِ إلَى قَريَةٍ تَبعُدُ نَحوَ سَبْعَةِ أمْيالٍ عَنْ مَدينَةِ القُدْسِ، اسْمُها عِمواسُ. 14 وَكانا يَتَحادَثانِ عَنْ كُلِّ الأُمُورِ الَّتِي حَدَثَتْ. 15 وَبَينَما كانا يَتَكَلَّمانِ وَيُناقِشانِ هَذِهِ الأُمُورَ، اقتَرَبَ يَسُوعُ نَفسُهُ مِنهُما وَسارَ مَعَهُما، 16 لَكِنَّ أعيُنَهُما مُنِعَتا مِنَ التَّعَرُّفِ إلَيهِ. 17 فَقالَ لَهُما: «ما هِيَ هَذِهِ الأُمُورُ الَّتِي تَتَناقَشانِ فِيها وَأنتُما سائِرانِ؟» فَتَوَقَّفا، وَعَبَسَ وَجهاهُما. 18 وَقالَ لَهُ أحَدُهُما وَاسْمُهُ كِلْيُوباسُ: «لا بُدَّ أنَّكَ الشَّخصُ الوَحِيدُ فِي مَدينَةِ القُدْسِ الَّذِي لا يَدرِي بِالأُمُورِ الَّتِي حَدَثَتْ فِي الأيّامِ القَلِيلَةِ الماضِيَةِ!»

19 فَقالَ لَهُما يَسُوعُ: «أيَّةُ أُمُورٍ؟» فَقالا لَهُ: «الأُمُورِ المُتَعَلِّقَةِ بِيَسُوعَ النّاصِرِيَّ. لَقَدْ كانَ رَجُلاً بَيَّنَ أنَّهُ نَبِيٌّ عَظِيمٌ أمامَ اللهِ وَالنّاسِ فِي أعمالِهِ وَأقوالِهِ. 20 وَكُنّا نَتَحَدَّثُ كَيفَ أنَّ كِبارَ كَهَنَتِنا وَحُكّامِنا أسلَمُوهُ لِيُحكَمَ عَلَيهِ بِالمَوتِ، ثُمَّ صَلَبُوهُ. 21 وَقَدْ كُنّا مِنْ قَبلُ نَأمَلُ أنْ يَكُونَ هُوَ الَّذِي سَيُحَرِّرُ بَنِي إسرائِيلَ.

وَالآنَ ها قَدْ مَضَى عَلَى حُدُوثِ ذَلِكَ ثَلاثَةُ أيّامٍ. 22 وَقَدْ أذهَلَتْنا بَعضُ النِّساءِ فِي جَماعَتِنا بِما قُلْنَهُ. فَقَدْ ذَهَبنَ إلَى القَبرِ فِي وَقتٍ مُبَكِّرٍ مِنَ الصَّباحِ، 23 لَكِنَّهُنَّ لَمْ يَجِدْنَ جَسَدَهُ، وَجِئْنَ وَأخبَرْنَنا أنَّهُنَّ رَأيْنَ ما يُشبِهُ مَلائِكَةً أخبَرُوهُنَّ بِأنَّهُ حَيٌّ. 24 فَذَهَبَ بَعضٌ مِنْ جَماعَتِنا إلَى القَبرِ، وَوَجَدُوهُ فارِغاً كَما قالَتِ النِّساءُ، لَكِنَّهُمْ لَمْ يَرَوهُ هُوَ.»

25 فَقالَ لَهُما يَسُوعُ: «أنتُما غَبِيّانِ وَبَطِيئانِ فِي الإيمانِ بِكُلِّ ما قالَهُ الأنبِياءُ. 26 ألَمْ يَكُنْ ضَرُورِيّاً أنْ يَحتَمِلَ المَسِيحُ هَذِهِ الأشياءَ فَيَدخُلَ إلَى مَجدِهِ؟» 27 وَفَسَّرَ لَهُما ما قِيلَ عَنهُ فِي جَمِيعِ كُتُبِ مُوسَىْ وَالأنبِياءِ.

28 وَاقتَرَبُوا مِنَ القَريَةِ الَّتِي كانا مُتَوَجِّهَينِ إلَيها، فَتَظاهَرَ يَسُوعُ بِأنَّهُ يُرِيدُ أنْ يُواصِلَ المَسِيرَ. 29 لَكِنَّهُما ألَحّا عَلَيهِ بِشِدَّةٍ وَقالوا لَهُ: «ابقَ عِندَنا، فَقَدِ اقْتَرَبَ المَساءُ، وَأوشَكَتِ الشَّمْسُ عَلى المَغيبِ،» فَدَخَلَ. 30 وَعِندَما جَلَسَ إلَى المائِدَةِ مَعَهُما، أخَذَ الخُبزَ وَشَكَرَ اللهَ، ثُمَّ قَسَّمَهُ وَناوَلَهُما. 31 فَفُتِحَتْ أعيُنُهُما وَعَرَفاهُ، لَكِنَّهُ اختَفَى عَنهُما.

32 فَقالَ أحَدُهُما لِلآخَرِ: «ألَمْ يَكُنْ قَلبانا يَتَّقِدانِ فِينا وَهُوَ يُكَلِّمُنا فِي الطَّرِيقِ، وَيَشرَحُ لَنا الكُتُبَ؟» 33 وَقاما فَوراً وَرَجِعا إلَى مَدينَةِ القُدْسِ، وَوَجَدا الأحَدَ عَشَرَ رَسُولاً وَالآخَرِينَ مُجتَمِعِينَ مَعاً. 34 وَكانُوا يَقُولُونَ: «لَقَدْ قامَ الرَّبُّ حَقّاً! وَقَدْ ظَهَرَ لِسِمعانَ.» 35 ثُمَّ شَرَحَ التِّلمِيذانِ ما حَدَثَ عَلَى الطَّرِيقِ، وَكَيفَ تَعَرَّفا إلَيهِ عِندَما قَسَمَ الخُبزَ.

يَسُوعُ يَظهَرُ لِتَلامِيذِه

36 وَيَبنَما كانا مازالا يُحَدِّثانِهِمْ بِهَذِهِ الأُمُورِ، وَقَفَ يَسُوعُ نَفسُهُ بَينَهُمْ، وَقالَ لَهُمْ: «لِيَكُنِ السَّلامُ مَعَكُمْ.»

37 فَاندَهَشُوا وَتَمَلَّكَهُمُ الخَوفُ، وَظَنُّوا أنَّهُمْ يَرَونَ شَبَحاً. 38 لَكِنَّهُ قالَ لَهُمْ: «لِماذا أنتُمْ مُنزَعِجُونَ هَكَذا؟ وَلِماذا تَدُورُ الشُّكُوكُ فِي عُقُولِكُمْ؟ 39 انظُرُوا إلَى يَدَيَّ وَقَدَمَيَّ. أنتُمْ تَقدِرُونَ أنْ تُميِّزوا أنَّهُ أنا نَفسِي. المِسُونِي وَتَأكَّدُوا، فَلَيسَ لِلشَّبَحِ لَحمٌ وَعِظامٌ كَما تَرَونَ لِي.»

40 وَبَعدَ أنْ قالَ هَذا، أراهُمْ يَدَيهِ وَقَدَمَيهِ. 41 وَمِنْ فَرحَتِهِمْ، كانُوا ما يَزالُونَ غَيرَ مُصَدِّقِينَ وَمَذهُولِينَ. فَقالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «هَلْ لَدَيكُمْ ما يُؤكَلُ هُنا؟» 42 فَقَدَّمُوا لَهُ قِطعَةً مِنْ سَمَكٍ مَطبُوخٍ، 43 فَأخَذَها وَأكَلَها أمامَهُمْ.

44 ثُمَّ قالَ لَهُمْ: «هَذِهِ هِيَ الأُمُورُ الَّتِي حَدَّثتُكُمْ بِها عِندَما كُنتُ بَعدُ مَعَكُمْ. فَقَدْ قُلْتُ لَكُمْ إنَّهُ لا بُدَّ أنْ يَتَحَقَّقَ كُلُّ ما كُتِبَ عَنِّي فِي شَرِيعَةِ مُوسَى وَفِي كُتُبِ الأنبِياءِ وَفِي المَزامِيرِ.»

45 ثُمَّ فَتَحَ أذهانَهُمْ لِيَفهَمُوا الكُتُبَ. 46 وَقالَ لَهُمْ: «نَعَمْ، مَكتُوبٌ أنَّ المَسِيحَ لا بُدَّ أنْ يَتَألَّمَ وَيَقُومَ مِنَ المَوتِ فِي اليَومِ الثّالِثِ. 47 وَلا بُدَّ أنْ يُبَشَّرَ بِالتَّوبَةِ وَمَغفِرَةِ الخَطايا بِاسْمِهِ لِجَمِيعِ الأُمَمِ ابتِداءً مِنَ مَدينَةِ القُدْسِ. 48 وَأنتُمْ شُهُودٌ عَلَى تِلكَ الأُمُورِ. (لوقا 24: 1 – 48)

انتصار عيسى المسيح

حقق النبي عيسى المسيح عليه السلام في ذلك اليوم المقدس من “الثمار الأولى” انتصاراً عظيماً لم يصدّق أعداؤه وأصحابه أنه من الممكن أن يحدث – فقد عاد إلى الحياة منتصراً على الموت.

وكما يشرح الإنجيل:

54 وَحِينَ يَلبِسُ هَذا الجَسَدُ القابِلُ لِلمَوتِ ما لَيسَ قابِلاً لِلمَوتِ، وَيَلبِسُ الجَسَدُ الفانِي ما لا يَفنَى، يَتَحَقَّقُ المَكتُوبُ:

«هُزِمَ المَوتُ.»

55 «أينَ يا مَوتُ انتِصارُكَ؟
وَأينَ يا قَبْرُ لَدغَتُكَ؟»

56 فَالخَطِيَّةُ تُعطِي المَوتَ قُدرَتَهُ عَلَى اللَّدغِ! وَقُوَّةُ الخَطِيَّةِ نابِعَةٌ مِنَ الشَّرِيعَةِ. (أكورنثوس 15: 54 – 56)

لكن ذلك لم يكن فقط انتصاراً للنبي فحسب. إنه أيضاً انتصارٌ لك ولي، يضمنه التوقيت مع احتفال الثمار الأولى. يشرح الإنجيل الأمر على النحو التالي:

20 لَكِنِ الحَقِيقَةُ هِيَ أنَّ المَسِيحَ قَدْ قامَ بِالفِعلِ مِنَ المَوتِ، وَهُوَ أوَّلُ حَصادِ الَّذِينَ ماتُوا. 21 فَبِما أنَّ المَوتَ جاءَ بِإنسانٍ، كَذَلِكَ جاءَتْ قِيامَةُ الأمواتِ بِإنسانٍ. 22 الجَمِيعُ يَمُوتُونَ بِسَبَبِ ما فَعَلَهُ آدَمُ، وَكَذَلِكَ يَحيا الجَمِيعُ بِسَبَبِ ما فَعَلَهُ المَسِيحُ. 23 لَكِنْ يُقامُ كُلُّ واحِدٍ حَسَبَ تَرتِيبِهِ الخاصِّ: المَسِيحُ الَّذِي هُوَ أوَّلُ الحَصادِ، ثُمَّ الَّذِينَ يَنتَمُونَ إلَى المَسِيحِ حِينَ يَأتِي ثانِيَةً. 24 ثُمَّ تَأْتِي النِّهايَةُ، حِينَ يُسَلِّمُ المَسِيحُ المَلَكُوتَ للهِ الآبِ، بَعدَ أنْ يَقضِيَ عَلَى كُلِّ رِئاسَةٍ وَسُلطَةٍ وَقُوَّةٍ تُقاوِمُ اللهَ.25 إذْ يَنبَغِي أنْ يَملُكَ المَسِيحُ إلَى أنْ يَضَعَ اللهُ أعداءَهُ تَحتَ قَدَمَيهِ.  26 وَسَيَكُونُ المَوتُ آخِرَ عَدُوٍّ يُقضَى عَلَيهِ. (أكورنثوس 15: 20 – 26)

قام النبي من الموت إلى الحياة في اليوم ذاته الذي يجري فيه احتفال الثمار الأولى لكي نعرف أن بإمكاننا المشاركة في هذه القيامة من الموت ذاتها. وكما أن احتفال الثمار الأولى كان تقدمة لحياة جديدة مع توقع حصاد عظيم لاحقاً في الربيع، هكذا يخبرنا الإنجيل بأن قيامة عيسى المسيح كانت قيامة الثمار الأولى مع توقّع قيامة أكبر لاحقاً لكل الذين ينتمون إليه. رأينا في التوراة والقرآن الكريم أن الموت أتى بسبب آدم. ويخبرنا الإنجيل بطريقة موازية بأن حياة القيامة تأتي من خلال عيسى المسيح. إنه الثمار الأولى لحياة جديدة نحن جميعاً مدعوون إلى المشاركة فيها.

الفصح: الاحتفال بقيامة يوم الأحد ذاك

غالباً ما يشار اليوم إلى قيامة عيسى المسيح على أنها الفصح، والأحد الذي قام فيه من الموت غالباً ما يُذكر بأنه أحد الفصح. لكن هذه الكلمات استُخدِمت بعد مئات السنين. إن الكلمان الفعلية التي تستخدم لنتذكر بها قيامة عيسى المسيح ليست مهمة. إن ما هو مهمٌ هو قيامة النبي كتحقيق لاحتفال الثمار الأولى الذي بدأ قبل مئات السنين في زمن النبي موسى، وما يعنيه ذلك لك ولي.

نرى هذا الأمر يوم الأحد من الأسبوع الجديد في الخط الزمني.

قام عيسى المسيح من الموت في يوم الثمار الأولى – حياة جديدة قد وُهِبَت لك ولي.
قام عيسى المسيح من الموت في يوم الثمار الأولى – حياة جديدة قد وُهِبَت لك ولي.

جواب “الجمعة الحزينة” 

يجيب هذا أيضاً على سؤالنا عن “الجمعة الحزينة”. كما يشرح الإنجيل:

9 لَكِنَّنا نَرَى يَسُوعَ، الَّذي جُعِلَ لِوَقتٍ قَلِيلٍ أدنَى مِنَ المَلائِكَةِ، مُتَوَّجاً بِالمَجدِ وَالكَرامَةِ بِسَبَبِ المَوتِ الَّذِي عاناهُ. فَبِسَبَبِ نِعمَةِ اللهِ، ذاقَ يَسُوعُ المَوتَ مِنْ أجلِ كُلِّ إنسانٍ. (عبرانيين 2: 9)

عندما “ذاق الموت” يوم الجمعة الحزينة فإنه فعل ذلك لأجلك ولأجلي ولأجل كل شخص. إن الجمعة الحزينة بالإنجليزية تعني الجمعة السارّة ودعيت الجمعة السارّة لأنها كانت الأخبار السارّة بالنسبة لنا. وعندما قام المسيح من الموت في احتفال الثمار الأولى فإنه يهبُ حياة جديدة لكل شخص.

التفكير بقيامة عيسى المسيح

ظهر النبي عيسى المسيح لأصحابه حياً من الموت خلال أيام كثيرة. تُسرد هنا هذه الأحداث من الإنجيل. لكن من المفيد الإشارة إلى أنه حتى عند ظهوره الأول لتلاميذه

24 لِأنِّي أقُولُ لَكُمْ إنَّ مُلُوكاً وَأنبِياءَ كَثِيْرِينَ اشتَهُوا أنْ يَرَوا ما تَرَونَ وَلَمْ يَرَوا، وَاشْتَهَوا أنْ يَسمَعُوا ما تَسمَعُونَ وَلَمْ يَسمَعُوا.» (لوقا 10:24)

وكان على النبي نفسه أن:

27 وَفَسَّرَ لَهُما ما قِيلَ عَنهُ فِي جَمِيعِ كُتُبِ مُوسَىْ وَالأنبِياءِ. (لوقا 24: 27)

ومرة أخرى في وقت لاحق:

44 ثُمَّ قالَ لَهُمْ: «هَذِهِ هِيَ الأُمُورُ الَّتِي حَدَّثتُكُمْ بِها عِندَما كُنتُ بَعدُ مَعَكُمْ. فَقَدْ قُلْتُ لَكُمْ إنَّهُ لا بُدَّ أنْ يَتَحَقَّقَ كُلُّ ما كُتِبَ عَنِّي فِي شَرِيعَةِ مُوسَى وَفِي كُتُبِ الأنبِياءِ وَفِي المَزامِيرِ.» (لوقا 24: 44)

كيف يمكننا أن نتأكد بأن هذه هي فعلاً خطة الله والسبيل المستقيم لإعطائنا حياة من الموت؟ لا يعرف المستقبل إلا الله، ولذلك العلامات التي أعلنت قبل مئات السنين من خلال الأنبياء في التوراة والإنجيل والتي تحققت من قبل عيسى المسيح، كتبت لتمنحنا الضمان والتأكيد:

4 لِكَي تَتَيَقَّنَ مِنْ أنَّ ما تَعَلَّمتَهُ صَحِيحٌ. (لوقا 1: 4)

إذن نستطيع أن نتعرف على هذا الموضوع الحيوي عن ذبيحة النبي عيسى المسيح وقيامته بواسطة روابط عن أربع مقالات مختلفة ومتوفرة.

1.     هذه المقالة تتناول علامات التوراة (شريعة موسى) التي تشير إلى عيسى المسيح.

2.     هذه المقالة: تتناول العلامات في “الأنبياء والمزامير”. إن هدف هاتين المقالتين هو أن تتيحا لنا أن نحكم بأنفسنا عمّا إذا كان مدوناً في هذه الأسفار فعلاً أنه “كان ينبغي أن المسيح يتألم ويقوم من الأموات في اليوم التالي” (لوقا 24: 46).

3.     هذه المقالة سوف تساعدنا على أن نفهم كيف نحصل من عيسى المسيح على عطية حياة القيامة هذه.

4.     هذه المقالة تعالج بعض التشويش حول صلب عيسى المسيح، وتتناول ما كتبه القرآن الكريم والعلماء المسلمون الآخرون عنه.