Skip to content

Books الكتب

اليَوْمُ الأوَّلُ: النُّور

1 فِي البَدءِ خَلَقَ اللهُ[a] السَّمَاوَاتِ وَالأرْضَ. كَانَتِ الأرْضُ قَاحِلَةً وَفَارِغَةً.[b] وَكَانَ الظَّلَامُ يَلُفُّ المُحِيطَ، وَرُوحُ اللهِ تُحَوِّمُ[c] فَوْقَ المِيَاهِ. فِي ذَلِكَ الوَقْتِ، قَالَ اللهُ: «لِيَكُنْ نُورٌ.» فَصَارَ نُورٌ. وَنَظَرَ اللهُ إلَى النُّورِ بِرِضىً. وَفَصَلَ اللهُ النُّورَ عَنِ الظَّلَامِ. وَسَمَّى النُّورَ «نَهَارًا» وَسَمَّى الظَّلَامَ «لَيلًا.»

وَكَانَ مَسَاءٌ، ثُمَّ كَانَ صَبَاحٌ. فَكَانَ هَذَا اليَوْمَ الأوَّلَ.

اليَوْمُ الثَّاني: السَّمَاء

ثُمَّ قَالَ اللهُ: «لِتَكُنْ قُبَّةٌ[d] بَيْنَ المِيَاهِ لِتَقْسِمَ المِيَاهَ إلَى قِسْمَينِ.» فَخَلَقَ اللهُ قُبَّةَ السَّمَاءِ. وَفَصَلَ المِيَاهَ الَّتِي تَحْتَ القُبَّةِ عَنِ المِيَاهِ الَّتِي فَوقَهَا. وَهَكَذَا كَانَ. وَسَمَّى اللهُ القُبَّةَ «سَمَاءً.»

وَكَانَ مَسَاءٌ، ثُمَّ كَانَ صَبَاحٌ. فَكَانَ هَذَا اليَوْمَ الثَّانِي.

اليَوْمُ الثَّالثُ: الأرْضُ اليَابِسَةُ وَالنَّبَاتَات

ثُمَّ قَالَ اللهُ: «لِتُجْمَعِ المِيَاهُ الَّتِي تَحْتَ السَّمَاءِ مَعًا فِي مَكَانٍ وَاحِدٍ، لِكَي تَظْهَرَ اليَابِسَةُ.» وَهَكَذَا كَانَ. 10 وَسَمَّى اللهُ اليَابِسَةَ «أرْضًا،» وَسَمَّى مَكَانَ تَجَمُّعِ المِيَاهِ «بِحَارًا.» وَنَظَرَ اللهُ إلَى ذَلِكَ بِرِضَىً.

11 ثُمَّ قَالَ اللهُ: «لِتَخْضَرَّ الأرْضُ بِالعُشْبِ وَالنَّبَاتَاتِ ذَاتِ البُذُورِ. وَلْتَكُنْ أشْجَارٌ مُثْمِرَةٌ تَحْمِلُ ثِمَارًا ذَاتَ بُذُورٍ مِنْ نَوْعِهَا عَلَى الأرْضِ.» وَهَكَذَا كَانَ. 12 فَأخْرَجَتِ الأرْضُ عُشْبًا وَنَبَاتَاتٍ تَحْمِلُ ثِمَارًا ذَاتَ بُذُورٍ مِنْ نَوْعِهَا. وَأخْرَجَتْ أشْجَارًا تَحْمِلُ ثِمَارًا ذَاتَ بُذُورٍ مِنْ نَوْعِهَا. وَنَظَرَ اللهُ إلَى ذَلِكَ بِرِضَىً.

13 وَكَانَ مَسَاءٌ، ثُمَّ كَانَ صَبَاحٌ. فَكَانَ هَذَا اليَوْمَ الثَّالِثَ.

اليَوْمُ الرَّابعُ: الشَّمْسُ وَالقَمَرُ وَالنُّجُوم

14 ثُمَّ قَالَ اللهُ: «لِتَكُنْ أنْوَارٌ فِي قُبَّةِ السَّمَاءِ، لِكَي تُمَيِّزَ النَّهَارَ مِنَ اللَّيلِ وَتَكُونَ عَلَامَاتٍ لِتَحْدِيدِ المَوَاسِمِ[e] وَالأيَّامِ وَالسِّنِينِ. 15 وَتَكُونَ أنْوَارًا فِي قُبَّةِ السَّمَاءِ لِتُضِيءَ عَلَى الأرْضِ.» وَهَكَذَا كَانَ.

16 فَخَلَقَ اللهُ النُّورَينِ العَظِيمَيْنِ. خَلَقَ النُّورَ الأكْبَرَ لِيَضْبُطَ النَّهَارَ، وَخَلَقَ النُّورَ الأصْغَرَ لِيَضْبُطَ اللَّيلَ. وَخَلَقَ اللهُ النُّجُومَ أيْضًا. 17 وَوَضَعَ اللهُ هَذِهِ الأنْوَارَ فِي قُبَّةِ السَّمَاءِ لِتُضِيءَ عَلَى الأرْضِ. 18 كَمَا قَصَدَ لَهَا اللهُ أنْ تَضْبُطَ النَّهَارَ وَاللَّيلَ، وَأنْ تُمَيِّزَ النُّورَ مِنَ الظَّلَامِ. وَنَظَرَ اللهُ إلَى ذَلِكَ بِرِضَىً.

19 وَكَانَ مَسَاءٌ، ثُمَّ كَانَ صَبَاحٌ. فَكَانَ هَذَا اليَوْمَ الرَّابِعَ.

اليَوْمُ الخَامِسُ: السَّمَكُ وَالطُّيُور

20 ثُمَّ قَالَ اللهُ: «لِتَمْتَلِئِ المِيَاهُ بِمَخْلُوقَاتٍ حَيَّةٍ كَثِيرَةٍ. وَلْتَكُنْ هُنَاكَ طُيُورٌ تَطِيرُ فَوْقَ الأرْضِ عَبْرَ السَّمَاءِ.» 21 فَخَلَقَ اللهُ وُحُوشَ البَحْرِ الضَّخْمَةَ.[f] كَمَا خَلَقَ جَمِيعَ المَخْلُوقَاتِ الحَيَّةِ الَّتِي تَفِيضُ بِهَا المِيَاهُ. خَلَقَهَا مِنْ كُلِّ نَوْعٍ. كَمَا خَلَقَ كُلَّ طَائِرٍ مُجَنَّحٍ مِنْ كُلِّ نَوْعٍ. وَنَظَرَ اللهُ إلَى ذَلِكَ بِرِضىً.

22 وَبَارَكَهَا اللهُ فَقَالَ: «أثْمِرِي وَتَكَاثَرِي وَامْلَأيْ مِيَاهَ البَحْرِ بِالمَخْلُوقَاتِ. وَلْتَتَكَاثَرِ الطُّيُورُ عَلَى الأرْضِ.»

23 فَكَانَ مَسَاءٌ، ثُمَّ كَانَ صَبَاحٌ. فَكَانَ هَذَا اليَوْمَ الخَامِسَ.

اليَوْمُ السَّادِسُ: الحَيَوَانَاتُ البَرِّيَّةُ وَالإنْسَان

24 ثُمَّ قَالَ اللهُ: «لِتُخْرِجِ الأرْضُ مَخْلُوقَاتٍ حَيَّةً مِنْ كُلِّ نَوْعٍ: مَوَاشِي وَزَوَاحِفَ وَحَيَوَانَاتٍ بَرِّيَّةً مِنْ كُلِّ نَوْعٍ.» وَهَكَذَا كَانَ.

25 فَخَلَقَ اللهُ الحَيَوَانَاتِ البَرِّيَّةَ مِنْ كُلِّ نَوْعٍ، وَالمَوَاشِي مِنْ كُلِّ نَوْعٍ، وَكُلَّ حَيَوَانٍ زَاحِفٍ عَلَى الأرْضِ مِنْ كُلِّ نَوْعٍ. وَنَظَرَ اللهُ إلَى ذَلِكَ بِرِضىً.

26 ثُمَّ قَالَ اللهُ: «لِنَخلِقِ النَّاسَ[g] عَلَى صُورَتِنَا وَكَمِثَالِنَا. وَلْيَسُودُوا عَلَى سَمَكِ البَحْرِ وَطُيُورِ السَّمَاءِ وَالمَوَاشِي وَالحَيَوَانَاتِ البَرِّيَّةِ عَلَى الأرْضِ[h] وَعَلَى كُلِّ زَاحِفٍ يَزْحَفُ عَلَى الأرْضِ.»

27 فَخَلَقَ اللهُ النَّاسَ عَلَى صُورَتِهِ. عَلَى صُورَتِهِ خَلَقَهُمْ ذَكَرًا وَأُنْثَى. 28 وَبَارَكَهُمُ اللهُ فَقَالَ: «أثْمِرُوا وَتَكَاثَرُوا. امْلأُوا الأرْضَ وَأخْضِعُوهَا. سُودُوا عَلَى سَمَكِ البَحْرِ وَطُيُورِ السَّمَاءِ وَكُلِّ مَا يَتَحَرَّكُ عَلَى الأرْضِ.»

29 وَقَالَ اللهُ: «هَا قَدْ أعْطَيتُكُمْ كُلَّ نَبَاتٍ عَلَى وَجْهِ الأرْضِ يَحْمِلُ بُذُورًا. وَأعْطَيتُكُمْ كُلَّ شَجَرَةٍ مُثْمِرَةٍ ذَاتَ بُذُورٍ لِتَكُونَ لَكُمْ طَعَامًا. 30 أمَّا جَمِيعُ حَيَوَانَاتِ الأرْضِ، وَجَمِيعُ طُيُورِ السَّمَاءِ، وَجَمِيعُ الحَيَوَانَاتِ الصَّغِيرَةِ الزَّاحِفَةِ الَّتِي فِيهَا حَيَاةٌ، فَيَكُونُ النَّبَاتُ الأخْضَرُ طَعَامَهَا.» وَهَكَذَا كَانَ.

31 وَنَظَرَ اللهُ إلَى ذَلِكَ بِرِضىً كَبِيرٍ.

وَكَانَ مَسَاءٌ ثُمَّ كَانَ صَبَاحٌ. فَكَانَ هَذَا اليَوْمَ السَّادِسَ.

اليَوْمُ السَّابعُ: الرَّاحَة

2 وَهَكَذَا أُكْمِلَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأرْضُ وَكُلُّ مَا فِيهِا. وَفِي اليَوْمِ السَّابِعِ، فَرَغَ اللهُ مِنْ عَمَلِهِ الَّذِي أنجَزَهُ. وَفِي اليَوْمِ السَّابِعِ اسْتَرَاحَ مِنْ كُلِّ عَمَلِهِ الَّذِي أنجَزَهُ. وبَارَكَ اللهُ اليَوْمَ السَّابِعَ. وَأعلَنَ أنَّهُ مُخَصَّصٌ لَهُ، لِأنَّهُ اسْتَرَاحَ فِيهِ مِنْ خَلْقِ العَالَمِ وَمَا فيهِ.

[بِدَايةُ البَشَرِيَّة]

هَذِهِ هِيَ قِصَّةُ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ عِنْدَمَا خُلِقَتَا، يَوْمَ صَنَعَ اللهُ[i] الأرْضَ وَالسَّمَاوَاتِ: لَمْ يَكُنْ أيُّ عُشْبٍ مِنْ أعْشَابِ الحُقُولِ قَدْ نَمَا بَعْدُ عَلَى الأرْضِ، وَلَمْ يَكُنْ نَبَاتُ الحَقْلِ قَدْ بَرْعَمَ، لِأنَّ اللهَ لَمْ يَكُنْ قَدْ أرْسَلَ مَطَرًا عَلَى الأرْضِ بَعْدُ، وَلَمْ يَكُنْ هُنَاكَ إنْسَانٌ يَفْلَحُ التُّرْبَةَ. لَكِنْ كَانَ يَخْرُجُ مِنَ الأرْضِ جَدْوَلٌ[j] يَسْقِي كُلَّ سَطْحِ التُّرْبَةِ.

ثُمَّ شَكَّلَ اللهُ الرَّجُلَ[k] مِنْ تُرَابِ الأرْضِ، وَنَفَخَ فِي أنفِهِ نَفَسَ الحَيَاةِ، فَصَارَ الرَّجُلُ نَفْسًا حَيَّةً. ثُمَّ زَرَعَ اللهُ حَدِيقَةً فِي عَدْنٍ، فِي المَشْرِقِ.[l] وَهُنَاكَ وَضَعَ الرَّجُلَ الَّذِي شَكَّلَهُ. وَأنْبَتَ اللهُ مِنَ الأرْضِ كُلَّ شَجَرَةٍ جَمِيلَةٍ وَصَالِحَةٍ لِلأكْلِ. وَكَانَت فِي وَسَطِ الحَدِيقَةِ شَجَرَةُ الحَيَاةِ، وَأيْضًا الشَّجَرَةُ الَّتِي تُعْطِي التَّمْيِيزَ بَيْنَ الخَيْرِ وَالشَّرِّ.

10 وَكَانَ نَهْرٌ يَجْرِي عَبْرَ عَدْنٍ لِيَسْقِيَ الحَدِيقَةَ. وَكَانَ النَّهْرُ يَنْقَسِمُ إلَى أرْبَعَةِ فُرُوعٍ. 11 اسْمُ الأوَّلِ فِيشُونُ. وَهُوَ الَّذِي يَجْرِي حَوْلَ أرْضِ الحَوِيلَةِ[m] كُلِّهَا، حَيْثُ الذَّهَبُ. 12 وَالذَّهَبُ هُنَاكَ مِنْ نَوْعِيَّةٍ جَيِّدَةٍ. وَهُنَاكَ أفْخَرُ العُطُورِ وَأحْجَارُ العَقِيقِ. 13 وَاسْمُ الثَّانِي جِيْحُونُ. وَهُوَ الَّذِي يَجْرِي حَوْلَ أرْضِ كُوشٍ[n] كُلِّهَا. 14 وَاسْمُ الثَّالِثِ دِجْلَةُ. وَهُوَ يَجْرِي شَرقِيَّ أشُّورَ.[o] وَالرَّابِعُ الفُرَاتُ.

15 وَأخَذَ اللهُ الرَّجُلَ وَوَضَعَهُ فِي حَدِيقَةِ عَدْنٍ لِيَفْلَحَهَا وَيَعْتَنِيَ بِهَا. 16 وَأوْصَى اللهُ الرَّجُلَ فَقَالَ: «لَكَ أنْ تَأْكُلَ مَا تَشَاءُ مِنْ كُلِّ أشْجَارِ الحَدِيقَةِ. 17 أمَّا الشَّجَرَةُ الَّتِي تُعْطِي التَّمْيِيزَ بَيْنَ الخَيْرِ وَالشَّرِّ، فَلَا تَأْكُلْ مِنْهَا. لِأنَّكَ حِينَ تَأْكُلُ مِنْهَا، مَوْتًا تَمُوتُ.»

أوَّلُ امْرَأَة

18 ثُمَّ قَالَ اللهُ: «لَيسَ حَسَنًا أنْ يَكُونَ الرَّجُلُ وَحِيدًا. لِهَذَا سَأصْنَعُ لَهُ مُعِينًا مِثْلَهُ.» 19 فَشَكَّلَ اللهُ مِنَ التُّرَابِ كُلَّ حَيَوَانٍ فِي الحُقُولِ وَكُلَّ طَيرٍ فِي الهَوَاءِ. ثُمَّ أحضَرَهَا كُلَّهَا إلَى الرَّجُلِ لِيَرَى مَاذَا سَيُسَمِّي كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهَا. وَمَهْمَا كَانَ الِاسْمُ الَّذِي أطلَقَهُ عَلَى كُلِّ كَائِنٍ حَيٍّ، فَذَاكَ صَارَ اسْمَهُ. 20 فَسَمَّى الرَّجُلُ كُلَّ المَوَاشِي، وَطُيُورَ السَّمَاءِ، وَكُلَّ الحَيَوَانَاتِ البَرِّيَّةِ. لَكِنْ لَمْ يَجِدْ بَيْنَهَا مَنْ هُوَ مِثْلُهُ مُعِينًا لَهُ.

21 فَأغْرَقَ اللهُ الرَّجُلَ فِي نَوْمٍ عَمِيقٍ. وَبَيْنَمَا هُوَ نَائِمٌ، أخَذَ اللهُ ضِلْعًا مِنْ أضلَاعِهِ، وَأغلَقَ الجِلْدَ مَكَانَهَا. 22 ثُمَّ صَنَعَ اللهُ مِنَ الضِّلْعِ الَّتِي أخَذَهَا مِنَ الرَّجُلِ امْرَأَةً. وَقَدَّمَهَا لَهُ. 23 فَقَالَ الرَّجُلُ:

«أخِيرًا!
هَذِهِ عَظْمٌ مِنْ عِظَامِي
وَلَحْمٌ مِنْ لَحْمِي!
سَأُسَمِّي هَذِهِ ‹امْرَأَةً›
لِأنَّهَا أُخِذَتْ مِنِ امْرِئٍ.»

24 لِذَلِكَ يَتْرُكُ الرَّجُلُ أبَاهُ وَأُمَّهُ، وَيَلْتَصِقُ بِزَوْجَتِهِ، فَيَصِيرَانِ جَسَدًا وَاحِدًا. 25 وَكَانَ الرَّجُلُ وَزَوْجَتُهُ كِلَاهُمَا عُرْيَانَينِ. وَلَكِنَّهُمَا لَمْ يَكُونَا يَخْجَلَانِ.

 وَذَهَبَ يَسُوعُ إلَى سَاحَةِ الهَيْكَلِ، وَجَاءَ إلَيْهِ كِبَارُ الكَهَنَةِ وَشُيُوخُ الشَّعْبِ بَيْنَمَا كَانَ يُعَلِّمُ، وَقَالُوا لَهُ: «أخبِرنَا بِأيِّ سُلطَانٍ تَفْعَلُ هَذِهِ الأشْيَاءَ، وَمَنِ الَّذِي أعطَاكَ هَذَا السُّلطَانَ؟»

24 فَأجَابَهُمْ يَسُوعُ: «وَسَأسألُكُمْ أنَا أيْضًا، فَأجِيبُونِي أُخبِرْكُمْ بِأيِّ سُلطَانٍ أعمَلُ هَذِهِ الأُمُورَ: 25 مِنْ أيْنَ جَاءَتْ مَعمُودِيَّةُ يُوحَنَّا؟ مِنَ اللهِ أمْ مِنَ النَّاسِ؟»

فَابْتَدَأُوا يُنَاقِشُونَ ذَلِكَ فِيمَا بَيْنَهُمْ وَيَقُولُونَ: «إنْ قُلْنَا إنَّهَا مِنَ اللهِ فَسَيَسْألُنَا: ‹لِمَاذَا لَمْ تُؤْمِنُوا بِهِ؟› 26 وَإنْ قُلْنَا إنَّهَا مِنَ النَّاسِ، فَإنَّنَا نَخَافُ مِنَ النَّاسِ، لِأنَّهُمْ جَمِيعًا يَعْتَبِرُونَ يُوحَنَّا نَبِيًّا.»

27 لِذَلِكَ أجَابُوا يَسُوعَ وَقَالُوا: «لَا نَعْلَمُ.» فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «وَلَا أنَا أُخبِرُكُمْ بِأيِّ سُلطَانٍ أفْعَلُ هَذِهِ الأُمُورَ.»

مَثَلُ الابْنَين

28 وَقَالَ يَسُوعُ: «مَاذَا تَقُولُونَ فِي القِصَّةِ التَّالِيَةِ: كَانَ لِرَجُلٍ ابنَانِ. فَذَهَبَ إلَى الأوَّلِ وَقَالَ لَهُ: ‹يَا بُنَيَّ، اذْهَبِ اليَوْمَ وَاعْمَلْ فِي كَرْمِي.›

29 «فَأجَابَ الابْنُ: ‹لَا أُرِيدُ الذَّهَابَ.› وَلَكِنَّهُ غَيَّرَ مَوقِفَهُ وَذَهَبَ.

30 «ثُمَّ ذَهَبَ الأبُ إلَى ابْنِهِ الآخَرِ وَطَلَبَ مِنْهُ الأمْرَ ذَاتَهُ. فَأجَابَ الابْنُ: ‹نَعَمْ يَا سَيِّدُ، سَأذهَبُ.› وَلَكِنَّهُ لَمْ يَذْهَبْ. 31 فَأيُّ الابْنَينِ عَمِلَ مَا أرَادَهُ الأبُ؟»

فَقَالُوا: «الأوَّلُ.»

فَقَالَ لَهُمْ: «أقُولُ الحَقَّ لَكُمْ، إنَّ جَامِعِي الضَّرَائِبِ وَالزَّوَانِي سَيَسْبِقُونَكُمْ إلَى مَلَكُوتِ اللهِ. 32 لِأنَّ يُوحَنَّا المَعْمَدَانَ جَاءَ لِيُرِيَكُمْ طَريقَ الحَقِّ، وَأنْتُمْ لَمْ تُؤْمِنُوا بِهِ، أمَّا جَامِعُو الضَّرَائِبِ وَالزَّوَانِي فَآمَنُوا بِهِ. وَحَتَّى عِنْدَمَا رَأيْتُمْ مَا عَمِلُوهُ، لَمْ تَتُوبُوا وَتُؤْمِنُوا بِهِ.

مَثَلُ ابنِ صَاحِبِ الكَرْم

(مَرْقُس 12‏:1‏-12؛ لُوقَا 20‏:9‏-19)

33 «وَاسْتَمِعُوا إلَى مَثَلٍ آخَرَ: كَانَ هُنَاكَ رَجُلٌ صَاحِبُ أرْضٍ، فَغَرَسَ كَرْمًا وَأحَاطَهُ بِسِيَاجٍ وَحَفَرَ فِيهِ مِعصَرَةً لِلعِنَبِ، وَبَنَى بُرجًا لِلحِرَاسَةِ. ثُمَّ أجَّرَهُ لِبَعْضِ الفَلَّاحِينَ وَسَافَرَ بَعِيدًا. 34 وَعِنْدَمَا جَاءَ وَقْتُ قَطفِ العِنَبِ، أرْسَلَ عَبِيدَهُ إلَى الفَلَّاحِينَ لِلحُصُولِ عَلَى نَصِيبِهِ مِنَ العِنَبِ.

35 «وَلَكِنَّ الفَلَّاحِينَ أمسَكُوا بِعَبِيدِهِ، وَضَرَبُوا وَاحِدًا مِنْهُمْ، وَقَتَلُوا آخَرَ، وَرَجَمُوا آخَرَ. 36 فَأرْسَلَ المَالِكُ عَبِيدًا أكْثَرَ مِمَّا أرْسَلَ فِي المَرَّةِ الأُولَى. فَعَامَلَهُمُ الفَلَّاحُونَ بِالطَّرِيقَةِ نَفْسِهَا. 37 وَأخِيرًا أرْسَلَ ابْنَهُ، وَقَالَ فِي نَفْسِهِ: ‹سَيَحْتَرِمُونَ ابْنِي.›

38 «وَلَكِنْ عِنْدَمَا رَأى الفَلَّاحُونَ أنَّ هَذَا هُوَ ابْنُ المَالِكِ، تَشَاوَرُوا فِيمَا بَيْنَهُمْ وَقَالُوا: ‹هَذَا هُوَ الوَرِيثُ، فَلنَقتُلْهُ لِكَي نَسْتَوْلِيَ عَلَى مِيرَاثِهِ.› 39 فَقَبَضَوا عَلَيْهِ وَألقَوهُ خَارِجَ الكَرْمِ وَقَتَلُوهُ.

40 «فَمَاذَا تَظُنُّونَ أنَّ صَاحِبَ الكَرْمِ سَيَصْنَعُ بِأولَئِكَ الفَلَّاحينَ عِنْدَمَا يَعُودُ؟»

41 فَقَالُوا لَهُ: «سَيَقْضِي عَلَيْهِمْ بِطَرِيقَةٍ رَهِيبَةٍ لِأنَّهُمْ أشرَارٌ، ثُمَّ يُعْطِي الكَرْمَ لِفَلَّاحِينَ آخَرِينَ يُعطُونَهُ الثَّمَرَ فِي مَوسِمِ الثَّمَرِ.» 42 وَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «ألَمْ تَقْرَأُوا المَكتُوبَ:

‹الحَجَرُ الَّذِي رَفَضَهُ البَنَّاؤُونَ،
هُوَ الَّذِي صَارَ حَجَرَ الأسَاسِ.
الرَّبُّ صَنَعَ هَذَا،
وَهُوَ أمْرٌ عَظِيمٌ فِي عُيُونِنَا›؟[a]

43 «لِذَلِكَ أقُولُ لَكُمْ: إنَّ مَلَكُوتَ اللهِ يُؤخَذُ مِنْكُمْ، وَيُعطَى لِأُمَّةٍ تُنتِجُ ثَمَرًا يُنَاسِبُ المَلَكُوتَ. 44 فَكُلُّ مَنْ يَسْقُطُ عَلَى هَذَا الحَجَرِ يَتَكَسَّرُ، وَكُلُّ مَنْ وَقَعَ الحَجَرُ عَلَيْهِ يُسحَقُ!»

45 وَعِنْدَمَا سَمِعَ كِبَارُ الكَهَنَةِ وَالفِرِّيسِيُّونَ أمثَالَ يَسُوعَ، عَرَفُوا أنَّهُ كَانَ يَتَكَلَّمُ عَنْهُمْ. 46 لِذَلِكَ حَاوَلُوا القَبْضَ عَلَيْهِ، لَكِنَّهُمْ كَانُوا خَائِفِينَ مِنَ النَّاسِ الَّذِينَ كَانُوا يَعْتَبِرُونَ يَسُوعَ نَبِيًّا.

مَثَلُ وَلِيمَةِ العُرْس

(لُوقَا 14‏:15‏-24)

22 وَكَلَّمَهُمْ يَسُوعُ مَرَّةً أُخْرَى بِأمثَالٍ رَمْزيَّةٍ فَقَالَ:

«يُشْبِهُ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ مَلِكًا عَمِلَ وَلِيمَةَ عُرْسٍ لابْنِهِ. وَأرْسَلَ المَلِكُ عَبِيدَهُ لاسْتِدعَاءِ المَدعُوِّينَ إلَى وَلِيمَةِ العُرْسِ، وَلَكِنَّهُمْ لَمْ يُرِيدُوا المَجِيءَ.

«فَأرْسَلَ المَلِكُ عَبِيدًا آخَرِينَ وَقَالَ لَهُمْ: ‹قُولُوا لِأُولَئِكَ المَدعُوِّينَ إنَّ الوَلِيمَةَ جَاهِزَةٌ. فَثِيرَانِي وَعُجُولِي المُسَمَّنَةُ قَدْ ذُبِحَتْ. وَكُلُّ شَيءٍ جَاهِزٌ. فتَعَالَوْا إلَى وَلِيمَةِ العُرْسِ.›

«وَلَكِنَّ المَدعُوِّينَ لَمْ يَهْتَمُّوا بِالأمْرِ، وَمَضَى كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ فِي طَرِيقِهِ. فَذَهَبَ وَاحِدٌ لِلعَمَلِ فِي حَقلِهِ، وَآخَرُ إلَى تِجَارَتِهِ. أمَّا البَاقُونَ فَأمسَكُوا بِعَبِيدِ المَلِكِ وَضَرَبُوهُمْ وَقَتَلُوهُمْ. حِينَئِذٍ غَضِبَ المَلِكُ وَأرْسَلَ جَيْشَهُ فَقَتَلُوا أُولَئِكَ القَتَلَةَ، وَأحرَقُوا مَدِينَتَهُمْ.

«ثُمَّ قَالَ المَلِكُ لِعَبِيدِهِ: ‹وَلِيمَةُ العُرسِ جَاهِزَةٌ، وَلَكِنْ أُولَئِكَ المَدعُوِّينَ لَمْ يَكُونُوا يَسْتَحِقُّونَهَا. لِذَلِكَ اذْهَبُوا إلَى زَوَايَا الشَّوَارِعِ، وَادعُوا كُلَّ الَّذِينَ تَجِدُونَهُمْ لِحُضُورِ وَلِيمَةِ العُرْسِ.› 10 فَخَرَجُوا إلَى الشَّوَارِعِ، وَجَمَعُوا كُلَّ الَّذِينَ وَجَدُوهُمْ، أشرَارًا كَانُوا أمْ صَالِحِينَ، حَتَّى امتَلأتْ قَاعَةُ الوَلِيمَةِ بِالضُّيُوفِ.

11 «وَلَمَّا دَخَلَ المَلِكُ لِيَرَىْ الضُّيُوفَ، رَأى رَجُلًا هُنَاكَ لَمْ يَكُنْ يَلْبَسُ ثِيَابَ العُرْسِ. 12 فَقَالَ المَلِكُ لَهُ: ‹يَا صَدِيقُ، كَيْفَ دَخَلْتَ إلَى هُنَا وَأنْتَ لَا تَلْبِسُ ثِيَابَ العُرْسِ؟› وَلَكِنَّ الرَّجُلَ بَقِيَ صَامِتًا. 13 فَقَالَ المَلِكُ لِخُدَّامِهِ: ‹اربِطُوا رِجلَيهِ وَيَدَيهِ، وَألقُوهُ خَارِجًا إلَى الظُّلْمَةِ، حَيْثُ يَبْكِي النَّاسُ وَيَصُرُّونَ عَلَى أسنَانِهِمْ.› 14 لِأنَّ كَثِيرِينَ يُدْعَونَ، وَلَكِنْ قَلِيلِينَ فَقَطْ يُختَارُونَ.»

الفِرِّيسيُّونَ يُحَاوِلُونَ الإيقَاعَ بِيَسُوع

(مَرْقُس 12‏:13‏-17؛ لُوقَا 20‏:20‏-26)

15 فَذَهَبَ الفِرِّيسِيُّونَ، وَاجتَمَعُوا لِيَتَشَاوَرُوا كَيْفَ يُمكِنُهُمُ أنْ يَصْطَادُوا يَسُوعَ بِشَيءٍ يَقُولُهُ. 16 فَأرسَلُوا تَلَامِيذَهُمْ إلَيْهِ مَعَ أشخَاصٍ مِنْ جَمَاعَةِ هِيرُودُسَ، وَقَالُوا لَهُ: «يَا مُعَلِّمُ، نَحْنُ نَعْلَمُ أنَّكَ صَادِقٌ وَتُعَلِّمُ طَرِيقَ اللهِ بِكُلِّ صِدقٍ. وَأنَّكَ لَا تُجَامِلُ أحَدًا، لأنَّكَ لَا تَنْظُرُ إلَى مَقَامَاتِ النَّاسِ. 17 فَأخبِرْنَا بِرأيكَ، أيَجُوزُ أنْ تُدفَعَ الضَّرَائِبُ لِلقَيصَرِ أمْ لَا؟»

18 لَكِنَّ يَسُوعَ عَرَفَ قَصْدَهُمُ الشِّرِّيرَ، فَقَالَ لَهُمْ: «أيُّهَا المُرَاءُونَ، لِمَاذَا تُحَاوِلُونَ اصْطِيَادِي؟ 19 أرُونِي العُملَةَ الَّتِي تَسْتَخْدِمُونَهَا.» فَأحضَرُوا إلَيْهِ دِينَارًا. 20 فَقَالَ لَهُمْ: «لِمَنْ هَذَا الرَّسمُ وَهَذَا الاسْمُ المَنقوشَينِ عَلَى الدِّينَارِ؟»

21 فَقَالُوا لَهُ: «إنَّهُمَا لِلقَيصَرِ.»

فَقَالَ لَهُمْ: «إذًا أعطُوا القَيصَرَ مَا يَخُصُّهُ، وَأعطُوا اللهَ مَا يَخُصُّهُ.»

22 فَلَمَّا سَمِعُوا جَوَابَهُ هَذَا، اندَهَشُوا جِدًّا، وَتَرَكُوهُ وَذَهَبُوا فِي طَرِيقِهِمْ.

الصَّدُوقِيُّونَ يُحَاوِلُونَ الإيقَاعَ بِيَسُوع

(مَرْقُس 12‏:18‏-27؛ لُوقَا 20‏:27‏-40)

23 وَفِي ذَلِكَ اليَوْمِ، جَاءَ إلَيْهِ بَعْضُ الصَّدُوقِيِّينَ، وَهُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ إنَّهُ لَا تُوجَدُ قِيَامَةٌ، وَسَألُوهُ: 24 «يَا مُعَلِّمُ، قَالَ مُوسَى[b] إنَّهُ إنْ مَاتَ رَجُلٌ وَلَمْ يَتْرُكْ أبْنَاءً، فَعَلَى أخِيهِ أنْ يَتَزَوَّجَ أرمَلَتَهُ، وَأنْ يُنجِبَ وَلَدًا يُنْسَبُ لِأخِيهِ. 25 فَكَانَ بَيْنَنَا سَبْعَةُ إخْوَةٍ، فَتَزَوَّجَ الأوَّلُ وَمَاتَ. وَلِأنَّهُ لَمْ يُنجِبْ أبْنَاءً، تَزَوَّجَ أخُوهُ أرمَلَتَهُ. 26 وَحَدَثَ ذَلِكَ لِلأخِ الثَّانِي وَالثَّالِثِ وَحَتَّى السَّابِعِ. 27 وَبَعْدَ أنْ مَاتُوا جَمِيعًا، مَاتَتِ المَرْأةُ أيْضًا. 28 فَلِمَنْ مِنَ السَّبْعَةِ سَتَكُونُ زَوْجَةً يَوْمَ القِيَامَةِ؟ فَقَدْ تَزَوَجُوهَا جَمِيعًا.»

29 فَأجَابَهُمْ يَسُوعُ: «أنْتُمْ فِي ضَلَالٍ لِأنَّكُمْ لَا تَعْرِفُونَ الكِتَابَ، وَلَا تَعْرِفُونَ قُوَّةَ اللهِ. 30 فَافْهَمُوا أنَّهُ فِي الحَيَاةِ الأبَدِيَّةِ بَعْدَ قِيَامَةِ الأمْوَاتِ، النَّاسُ لَا يَتَزَوَّجُونَ وَلَا يُزَوِّجُونَ بَنَاتِهِمْ، بَلْ يَكُونُونَ كَالمَلَائِكَةِ فِي السَّمَاءِ. 31 أمَّا بِخُصُوصِ قِيَامَةِ الأمْوَاتِ، أفَلَمْ تَقْرَأُوا مَا قَالَهُ اللهُ؟ 32 ‹أنَا إلَهُ إبْرَاهِيمَ وَإلَهُ إسْحَاقَ وَإلَهُ يَعْقُوبَ.›[c] وَلَيْسَ اللهُ إلَهَ أمْوَاتٍ، بَلْ إلَهُ أحْيَاءٍ.»

33 فَلَمَّا سَمِعَ النَّاسُ هَذَا الكَلَامَ اندَهَشُوا جِدًّا مِنْ تَعْلِيمِهِ.

أعْظَمُ وَصِيَّة

(مَرْقُس 12‏:28‏-34؛ لُوقَا 10‏:25‏-28)

34 وَعِنْدَمَا سَمِعَ الفِرِّيسِيُّونَ أنَّ يَسُوعَ جَاوَبَ الصَّدُوقِيِّينَ فَأسكَتَهُمْ، اجتَمَعُوا مَعًا. 35 وَسَألَهُ خَبِيرٌ فِي الشَّرِيعَةِ مُحَاوِلًا الإيقَاعَ بِهِ فَقَالَ: 36 «يَا مُعَلِّمُ، مَا هِيَ أعْظَمُ وَصِيَّةٍ فِي الشَّرِيعَةِ؟»

37 فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «‹تُحِبُّ الرَّبَّ إلَهَكَ بِكُلِّ قَلْبِكَ، وَبِكُلِّ نَفْسِكَ، وَبِكُلِّ عَقلِكَ،›[d] 38 هَذِهِ هِيَ الوَصِيَّةُ الأُولَى وَالعُظمَى، 39 أمَّا الوَصِيَّةُ الثَّانِيَةُ فَهِيَ كَالأُولَى: ‹تُحِبُّ صَاحِبَكَ[e] كَمَا تُحِبُّ نَفْسَكَ.›[f] 40 الشَّرِيعَةُ كُلُّهَا وَكُتُبُ الأنْبِيَاءِ تَتَعَلَّقُ بِهَاتَيْنِ الوَصِيَّتَيْنِ.»

المَسِيحُ سَيِّدُ دَاوُد

(مَرْقُس 12‏:35‏-37؛ لُوقَا 20‏:41‏-44)

41 وَفِيمَا كَانَ الفِرِّيسِيُّونَ مُجتَمِعِينَ حَوْلَهُ، سَألَهُمْ يَسُوعُ: 42 «مَاذَا تَعْتَقِدُونَ حَوْلَ المَسِيحِ؟ ابْنُ مَنْ هُوَ؟» فَأجَابَهُ الفِرِّيسِيُّونَ: «هُوَ ابْنُ دَاوُدَ.»

43 فَقَالَ لَهُمْ: «إذًا كَيْفَ دَعَاهُ دَاوُدُ ‹سَيِّدًا› عِنْدَمَا قَالَ وَهُوَ مُقَادٌ بِالرُّوحِ:

44 ‹قَالَ الرَّبُّ لِسَيِّدِي:
اجلِسْ عَنْ يَمِينِي
إلَى أنْ أجعَلَ أعْدَاءَكَ تَحْتَ قَدَمَيكَ›؟[g]

45 فَإنْ كَانَ دَاوُدُ يَدْعُو المَسيحَ سَيِّدًا، فَكَيْفَ يَكُونُ ابْنَهُ؟»

46 فَلَمْ يَسْتَطِعْ أحَدٌ أنْ يُجِيبَهُ بِشَيءٍ، وَلَمْ يَجْرُؤْ أحَدٌ بَعْدَ ذَلِكَ أنْ يَسألَهُ مَزِيدًا مِنَ الأسئِلَةِ.

يَسُوعُ يَنْتَقِدُ رِجَالَ الدِّين

(مَرْقُس 12‏:38‏-40؛ لُوقَا 11‏:37‏-52؛ 20‏:45‏-47)

23 ثُمَّ تَكَلَّمَ يَسُوعُ إلَى جُمُوعِ النَّاسِ وَإلَى تَلَامِيذِهِ فَقَالَ: «مُعَلِّمُو الشَّرِيعَةِ وَالفِرِّيسِيُّونَ خَلَفُوا مُوسَى فِي تَفْسِيرِ الشَّرِيعَةِ. فَاحفَظُوا وَمَارِسُوا كُلَّ مَا يَقُولُونَهُ لَكُمْ، وَلَكِنْ لَا تَعْمَلُوا أعْمَالَهُمْ. لِأنَّهُمْ يَقُولُونَ، وَلَا يَعْمَلُونَ وَفْقَ مَا يَقُولُونَ. يُرهِقُونَ النَّاسَ بِأعبَاءٍ صَعبَةِ الحَمْلِ، أمَّا هُمْ فَلَا يَرْغَبُونَ فِي بَذْلِ أيِّ جَهْدٍ لَاتِّبَاعِهَا.

«كُلُّ الأعْمَالِ الصَّالِحَةِ الَّتِي يَعْمَلُونَهَا إنَّمَا يَعْمَلُونَهَا لِيَرَاهُمُ النَّاسُ. وَيُظهِرُونَ تَقوَاهُمْ، فَيَزِيدُونَ حَجْمَ عَصَائِبِهِمْ[h]، وَيُطَوِّلُونَ أهدَابَ أثوَابِهِمْ. يُحِبُّونَ الجُلُوسَ عَلَى أفْضَلِ المَقَاعِدِ فِي الوَلَائِمِ، وَعَلَى المَقَاعِدِ الأمَامِيَّةِ فِي المَجَامِعِ. وَيُحِبُّونَ أنْ يُحَيِّيَهُمُ النَّاسُ بِتَحِيَّاتٍ خَاصَّةٍ فِي الأسوَاقِ، وَأنْ يَدْعُوهُمْ: ‹يَا مُعَلِّمُ.›

«أمَّا أنْتُمْ فَلَا تَدَعُوا النَّاسَ يُنَادُونَكُمْ: ‹يَا مُعَلِّمُ.› لِأنَّ لَكُمْ مُعَلِّمًا وَاحِدًا، كَمَا أنَّكُمْ جَمِيعًا إخْوَةٌ. وَلَا تَدَعُوا أحَدًا عَلَى الأرْضِ يُنَادِيكُمْ ‹يَا أبِي،› لِأنَّ لَكُمْ أبًا وَاحِدًا هُوَ الآبُ السَّمَاوِيُّ. 10 وَلَا تَدَعُوا النَّاسَ يُنَادُونَكُمْ ‹يَا سَيِّدِي،› لِأنَّ لَكُمْ سَيِّدًا وَاحِدًا هُوَ المَسِيحُ. 11 عَلَى الأعْظَمِ فِيكُمْ أنْ يَكُونَ خَادِمًا لَكُمْ. 12 فَكُلُّ مَنْ يَرْفَعُ مِنْ قَدْرِ نَفْسِهِ يَضَعُهُ اللهُ، وَكُلُّ مَنْ يَتَوَاضَعُ يَرْفَعُ اللهُ قَدْرَهُ.

13 «وَيْلٌ لَكُمْ أيُّهَا الفِرِّيسِيُّونَ وَمُعَلِّمو الشَّرِيعَةِ المُرَاءُونَ! فَأنْتُمْ تُغلِقُونَ أبوَابَ مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ أمَامَ النَّاسِ، فَلَا أنْتُمْ تَدْخُلُونَ، وَلَا تَسْمَحُونَ لِلَّذِينَ يُحَاوِلُونَ الدُّخُولَ بِأنْ يَدْخُلُوا.

14 «وَيْلٌ لَكُمْ أيُّهَا الفِرِّيسِيُّونَ وَمُعَلِّمو الشَّرِيعَةِ المُرَاءُونَ! لِأنَّكُمْ تَحتَالُونَ عَلَى الأرَامِلِ وَتَسْرِقُونَ بُيُوتَهُنَّ. وَتُصَلُّونَ صَلَوَاتٍ طَوِيلَةً مِنْ أجْلِ لَفتِ الأنظَارِ، لِذَلِكَ سَتَنَالُونَ عِقَابًا أشَدَّ.

15 «وَيْلٌ لَكُمْ أيُّهَا الفِرِّيسِيُّونَ وَمُعَلِّمو الشَّرِيعَةِ المُرَاءُونَ! لِأنَّكُمْ تُسَافِرُونَ عَبْرَ البَحْرِ وَالبَرِّ لِتَكْسِبُوا تَابِعًا وَاحِدًا لَكُمْ. وَعِنْدَمَا يُصْبِحُ كَذَلِكَ، تَجْعَلُونَهُ يَسْتَحِقُّ جَهَنَّمَ ضِعفَ مَا تَسْتَحِقُّونَ أنْتُمْ.

16 «وَيْلٌ لَكُمْ أيُّهَا المُرشِدُونَ العُمْيُ، يَا مَنْ تَقُولُونَ: ‹إنْ حَلَفَ أحَدٌ بِالهَيكَلِ فَلَا يَكُونُ مُلزَمًا بِأنْ يَحْفَظَ قَسَمَهُ، أمَّا إنْ حَلَفَ بِالذَّهَبِ الَّذِي فِي الهَيْكَلِ، فَيَكُونُ مُلزَمًا أنْ يَحْفَظَهُ!› 17 أيُّهَا الحَمْقَى العُمْيُ! أيُّهُمَا أعْظَمُ: الذَّهَبُ الَّذِي فِي الهَيْكَلِ، أمِ الهَيكَلُ الَّذِي يُقَدِّسُ الذَّهَبَ؟

18 «وَتَقُولُونَ: ‹إنْ حَلَفَ بِالمَذْبَحِ، لَا يَكُونُ مُلزَمًا بِحِفظِ قَسَمِهِ، وَلَكِنْ إنْ حَلَفَ أحَدٌ بِالتَّقدِمَةِ الَّتِي عَلَى المَذْبَحِ، فَإنَّهُ يَكُونُ مُلزَمًا بِحِفظِهِ!› 19 أيُّهَا العُمْيُ! أيُّهُمَا أعْظَمُ: التَّقدِمَةُ الَّتِي عَلَى المَذْبَحِ، أمِ المَذْبَحُ الَّذِي يَجْعَلُ التَّقدِمَةَ مُقَدَّسَةً؟ 20 لِأنَّهُ إنْ كَانَ أحَدٌ يُقسِمُ بِالمَذْبَحِ، فَإنَّهُ يُقسِمُ بِهِ وَبِكُلِّ مَاَ عَلَيْهِ. 21 وَإنْ أقْسَمَ أحَدٌ بِالهَيكَلِ فَإنَّهُ يُقسِمُ بِهِ وَبِالَّذِي يَسْكُنُ فِيهِ. 22 وَإنْ أقْسَمَ أحَدٌ بِالسَّمَاءِ، فَإنَّهُ يُقسِمُ بِعَرْشِ اللهِ وَبِالجَالِسِ عَلَيْهِ.

23 «وَيْلٌ لَكُمْ أيُّهَا الفِرِّيسِيُّونَ وَمُعَلِّمو الشَّرِيعَةِ المُرَاءُونَ! فَأنْتُمْ تَدْفَعُونَ للهَيكَلِ عُشْرَ كُلِّ شَيءٍ، حَتَّى النَعنَعِ وَالشِّبِثِ[i] وَالكَمُّونِ. لَكِنَّكُمْ تَغَافَلْتُمْ عَنِ الإنصَافِ وَالرَحْمَةِ وَالأمَانَةِ. كَانَ عَلَيْكُمْ أنْ تَفْعَلُوا هَذِهِ الأُمُورَ، مِنْ دُونِ أنْ تُهمِلُوا غَيْرَهَا. 24 أيُّهَا المُرشِدُونَ العُمْيُ، إنَّكُمْ تَرْفَعُونَ البَعُوضَةَ مِنْ كَأسِكُمْ، وَلَكِنَّكُمْ تَبْلَعُونَ الجَمَلَ!

25 «وَيْلٌ لَكُمْ أيُّهَا الفِرِّيسِيُّونَ وَمُعَلِّمو الشَّرِيعَةِ المُرَاءُونَ! فَأنْتُمْ تُنَظِّفُونَ خَارِجَ الكَأسِ أوِ الطَّبَقِ، بَيْنَمَا يَملأُ الجَشَعُ وَالخُبثُ دَوَاخِلَكُمْ. 26 أيُّهَا الفِرِّيسِيُّونَ العُمْيُ، اغسِلُوا أوَّلًا دَاخِلَ الكَأسِ، حَتَّى يُصبِحَ الخَارِجُ أيْضًا نَظِيفًا.

27 «وَيْلٌ لَكُمْ أيُّهَا الفِرِّيسِيُّونَ وَمُعَلِّمو الشَّرِيعَةِ المُرَاءُونَ! فَأنْتُمْ مِثْلُ القُبُورِ المَطلِيَّةِ بِالبَيَاضِ. فَهِيَ تَبْدُو جَمِيلَةً مِنَ الخَارِجِ، أمَّا فِي الدَّاخِلِ فَهِيَ مَلِيئَةٌ بِالعِظَامِ وَبِكُلِّ أنْوَاعِ النَّجَاسَةِ. 28 هَكَذَا أنْتُمْ أيْضًا، تَظْهَرُونَ أبْرَارًا فِي الظَاهِرِ، أمَّا دَاخِلُكُمْ فَمَملُوءٌ بِالرِّيَاءِ وَالشَّرِّ.

29 «وَيْلٌ لَكُمْ أيُّهَا الفِرِّيسِيُّونَ وَمُعَلِّمُو الشَّرِيعَةِ المُرَاءُونَ! لِأنَّكُمْ تَبْنُونَ قُبُورًا لِلأنْبِيَاءِ، وَتُزَيِّنُونَ مَدَافِنًا للأبْرَارِ. 30 وَتَقُولُونَ: ‹لَوْ عِشْنَا فِي أيَّامِ أجدَادِنَا، لَمَا شَارَكْنَا فِي قَتلِ الأنْبِيَاءِ.› 31 وَبِهَذَا تُؤَكِّدُونَ أنَّكُمْ نَسْلُ الَّذِينَ قَتَلُوا الأنْبِيَاءَ، 32 فَأكمِلُوا مَا ابتَدَأ بِهِ أجدَادُكُمْ.

33 «أيُّهَا الحَيَّاتُ وَأوْلَادُ الأفَاعِي! كَيْفَ يُمكِنُكُمُ الهَرَبُ مِنْ دَينُونَةِ جَهَنَّمَ؟ 34 لِذَلِكَ أُخبِرُكُمْ بِأنِّي سَأُرْسِلُ إلَيكُمْ أنْبِيَاءَ وَحُكَمَاءَ وَمُعَلِّمِينَ. وَسَتَقْتُلُونَ بَعْضَهُمْ، وَسَتَصْلِبُونَ بَعْضَهُمْ، وَسَتَجْلِدُونَ آخَرِينَ فِي مَجَامِعِكُمْ، وَتُطَارِدُونَهُمْ مِنْ مَدِينَةٍ إلَى أُخْرَى. 35 لِذَلِكَ سَتُحَاسَبُونَ عَلَى دَمِ كُلِّ بَرِيءٍ قُتِلَ عَلَى الأرْضِ: مِنْ دَمِ هَابِيلَ البَرِيءِ إلَى دَمِ زَكَرِيَّا بْنِ بَرَخِيَّا،[j] الَّذِي قُتِلَ مَا بَيْنَ الهَيْكَلِ وَالمَذْبَحِ.

36 «أقُولُ الحَقَّ لَكُمْ، إنَّ عِقَابَ كُلِّ هَذِهِ الجَرَائِمِ سَيَقَعُ عَلَى هَذَا الجِيلِ.

يَسُوعُ يُنذِرُ شَعْبَ مَدِينَةِ القُدس

(لُوقَا 13‏:34‏-35)

37 «يَا قُدْسُ، يَا قُدْسُ،
يَا مَنْ تَقْتُلِينَ الأنْبِيَاءَ وَتَرْجُمِينَ رُسُلَ اللهِ إلَيكِ!
كَثِيرًا مَا اشتَقْتُ أنْ أجمَعَ أبْنَاءَكِ مَعًا
كَدَجَاجَةٍ تَجْمَعُ صِغَارَهَا تَحْتَ جَنَاحَيهَا!
لَكِنَّكُمْ رَفَضْتُمْ.
38 هَا إنَّ بَيتَكُمْ سَيُترَكُ لَكُمْ فَارِغًا مَهْجُورًا!
39 لأنَّي أقُولُ لَكُمْ، لَنْ تَرَوْنِي مَرَّةً أُخْرَى إلَى أنْ تَقُولُوا:
‹مُبَارَكٌ هُوَ الَّذِي يَأتِي بِاسْمِ الرَّبِّ.›[k]»

حِينَئِذٍ يُشْبِهُ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ عَشْرَ عَذَارَى أَخَذْنَ مَصَابِيحَهُنَّ وَخَرَجْنَ لِلِقَاءِ الْعَرِيسِ.
 وَكَانَ خَمْسٌ مِنْهُنَّ حَكِيمَاتٍ وَخَمْسٌ جَاهِلاَتٍ.
 أَمَّا الْجَاهِلاَتُ فَأَخَذْنَ مَصَابِيحَهُنَّ وَلَمْ يَأْخُذْنَ مَعَهُنَّ زَيْتاً
 وَأَمَّا الْحَكِيمَاتُ فَأَخَذْنَ زَيْتاً فِي آنِيَتِهِنَّ مَعَ مَصَابِيحِهِنَّ.
 وَفِيمَا أَبْطَأَ الْعَرِيسُ نَعَسْنَ جَمِيعُهُنَّ وَنِمْنَ.
 فَفِي نِصْفِ اللَّيْلِ صَارَ صُرَاخٌ: هُوَذَا الْعَرِيسُ مُقْبِلٌ فَاخْرُجْنَ لِلِقَائِهِ!
 فَقَامَتْ جَمِيعُ أُولَئِكَ الْعَذَارَى وَأَصْلَحْنَ مَصَابِيحَهُنَّ.
 فَقَالَتِ الْجَاهِلاَتُ لِلْحَكِيمَاتِ: أَعْطِينَنَا مِنْ زَيْتِكُنَّ فَإِنَّ مَصَابِيحَنَا تَنْطَفِئُ.
 فَأَجَابَتِ الْحَكِيمَاتُ: لَعَلَّهُ لاَ يَكْفِي لَنَا وَلَكُنَّ بَلِ اذْهَبْنَ إِلَى الْبَاعَةِ وَابْتَعْنَ لَكُنَّ.
10  وَفِيمَا هُنَّ ذَاهِبَاتٌ لِيَبْتَعْنَ جَاءَ الْعَرِيسُ وَالْمُسْتَعِدَّاتُ دَخَلْنَ مَعَهُ إِلَى الْعُرْسِ وَأُغْلِقَ الْبَابُ.
11  أَخِيراً جَاءَتْ بَقِيَّةُ الْعَذَارَى أَيْضاً قَائِلاَتٍ: يَا سَيِّدُ يَا سَيِّدُ افْتَحْ لَنَا.
12  فَأَجَابَ: الْحَقَّ أَقُولُ لَكُنَّ: إِنِّي مَا أَعْرِفُكُنَّ.
13  فَاسْهَرُوا إِذاً لأَنَّكُمْ لاَ تَعْرِفُونَ الْيَوْمَ وَلاَ السَّاعَةَ الَّتِي يَأْتِي فِيهَا ابْنُ الإِنْسَانِ.
14  «وَكَأَنَّمَا إِنْسَانٌ مُسَافِرٌ دَعَا عَبِيدَهُ وَسَلَّمَهُمْ أَمْوَالَهُ
15  فَأَعْطَى وَاحِداً خَمْسَ وَزَنَاتٍ وَآخَرَ وَزْنَتَيْنِ وَآخَرَ وَزْنَةً – كُلَّ وَاحِدٍ عَلَى قَدْرِ طَاقَتِهِ. وَسَافَرَ لِلْوَقْتِ.
16  فَمَضَى الَّذِي أَخَذَ الْخَمْسَ* وَزَنَاتٍ وَتَاجَرَ بِهَا فَرَبِحَ خَمْسَ وَزَنَاتٍ أُخَرَ.
17  وَهَكَذَا الَّذِي أَخَذَ الْوَزْنَتَيْنِ رَبِحَ أَيْضاً وَزْنَتَيْنِ أُخْرَيَيْنِ.
18  وَأَمَّا الَّذِي أَخَذَ الْوَزْنَةَ فَمَضَى وَحَفَرَ فِي الأَرْضِ وَأَخْفَى فِضَّةَ سَيِّدِهِ.
19  وَبَعْدَ زَمَانٍ طَوِيلٍ أَتَى سَيِّدُ أُولَئِكَ الْعَبِيدِ وَحَاسَبَهُمْ.
20  فَجَاءَ الَّذِي أَخَذَ الْخَمْسَ وَزَنَاتٍ وَقَدَّمَ خَمْسَ وَزَنَاتٍ أُخَرَ قَائِلاً: يَا سَيِّدُ خَمْسَ وَزَنَاتٍ سَلَّمْتَنِي. هُوَذَا خَمْسُ وَزَنَاتٍ أُخَرُ رَبِحْتُهَا فَوْقَهَا.
21  فَقَالَ لَهُ سَيِّدُهُ: نِعِمَّا أَيُّهَا الْعَبْدُ الصَّالِحُ وَالأَمِينُ. كُنْتَ أَمِيناً فِي الْقَلِيلِ فَأُقِيمُكَ عَلَى الْكَثِيرِ. ادْخُلْ إِلَى فَرَحِ سَيِّدِكَ.
22  ثُمَّ جَاءَ الَّذِي أَخَذَ الْوَزْنَتَيْنِ وَقَالَ: يَا سَيِّدُ وَزْنَتَيْنِ سَلَّمْتَنِي. هُوَذَا وَزْنَتَانِ أُخْرَيَانِ رَبِحْتُهُمَا فَوْقَهُمَا.
23  قَالَ لَهُ سَيِّدُهُ: نِعِمَّا أَيُّهَا الْعَبْدُ الصَّالِحُ الأَمِينُ. كُنْتَ أَمِيناً فِي الْقَلِيلِ فَأُقِيمُكَ عَلَى الْكَثِيرِ. ادْخُلْ إِلَى فَرَحِ سَيِّدِكَ.
24  ثُمَّ جَاءَ أَيْضاً الَّذِي أَخَذَ الْوَزْنَةَ الْوَاحِدَةَ وَقَالَ: يَا سَيِّدُ عَرَفْتُ أَنَّكَ إِنْسَانٌ قَاسٍ تَحْصُدُ حَيْثُ لَمْ تَزْرَعْ وَتَجْمَعُ مِنْ حَيْثُ لَمْ تَبْذُرْ.
25  فَخِفْتُ وَمَضَيْتُ وَأَخْفَيْتُ وَزْنَتَكَ فِي الأَرْضِ. هُوَذَا الَّذِي لَكَ.
26  فَأَجَابَ سَيِّدُهُ: أَيُّهَا الْعَبْدُ الشِّرِّيرُ وَالْكَسْلاَنُ عَرَفْتَ أَنِّي أَحْصُدُ حَيْثُ لَمْ أَزْرَعْ وَأَجْمَعُ مِنْ حَيْثُ لَمْ أَبْذُرْ
27  فَكَانَ يَنْبَغِي أَنْ تَضَعَ فِضَّتِي عِنْدَ الصَّيَارِفَةِ فَعِنْدَ مَجِيئِي كُنْتُ آخُذُ الَّذِي لِي مَعَ رِباً.
28  فَخُذُوا مِنْهُ الْوَزْنَةَ وَأَعْطُوهَا لِلَّذِي لَهُ الْعَشْرُ وَزَنَاتٍ.
29  لأَنَّ كُلَّ مَنْ لَهُ يُعْطَى فَيَزْدَادُ وَمَنْ لَيْسَ لَهُ فَالَّذِي عِنْدَهُ يُؤْخَذُ مِنْهُ.
30  وَالْعَبْدُ الْبَطَّالُ اطْرَحُوهُ إِلَى الظُّلْمَةِ الْخَارِجِيَّةِ هُنَاكَ يَكُونُ الْبُكَاءُ وَصَرِيرُ الأَسْنَانِ.
31  «وَمَتَى جَاءَ ابْنُ الإِنْسَانِ فِي مَجْدِهِ وَجَمِيعُ الْمَلاَئِكَةِ الْقِدِّيسِينَ مَعَهُ فَحِينَئِذٍ يَجْلِسُ عَلَى كُرْسِيِّ مَجْدِهِ.
32  وَيَجْتَمِعُ أَمَامَهُ جَمِيعُ الشُّعُوبِ فَيُمَيِّزُ بَعْضَهُمْ مِنْ بَعْضٍ كَمَا يُمَيِّزُ الرَّاعِي الْخِرَافَ مِنَ الْجِدَاءِ
33  فَيُقِيمُ الْخِرَافَ عَنْ يَمِينِهِ وَالْجِدَاءَ عَنِ الْيَسَارِ.
34  ثُمَّ يَقُولُ الْمَلِكُ لِلَّذِينَ عَنْ يَمِينِهِ: تَعَالَوْا يَا مُبَارَكِي أَبِي رِثُوا الْمَلَكُوتَ الْمُعَدَّ لَكُمْ مُنْذُ تَأْسِيسِ الْعَالَمِ.
35  لأَنِّي جُع ْتُ فَأَطْعَمْتُمُونِي. عَطِشْتُ فَسَقَيْتُمُونِي. كُنْتُ غَرِيباً فَآوَيْتُمُونِي.
36  عُرْيَاناً فَكَسَوْتُمُونِي. مَرِيضاً فَزُرْتُمُونِي. مَحْبُوساً فَأَتَيْتُمْ إِلَيَّ.
37  فَيُجِيبُهُ الأَبْرَارُ حِينَئِذٍ: يَارَبُّ مَتَى رَأَيْنَاكَ جَائِعاً فَأَطْعَمْنَاكَ أَوْ عَطْشَاناً فَسَقَيْنَاكَ؟
38  وَمَتَى رَأَيْنَاكَ غَرِيباً فَآوَيْنَاكَ أَوْ عُرْيَاناً فَكَسَوْنَاكَ؟
39  وَمَتَى رَأَيْنَاكَ مَرِيضاً أَوْ مَحْبُوساً فَأَتَيْنَا إِلَيْكَ؟
40  فَيُجِيبُ الْمَلِكُ: الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: بِمَا أَنَّكُمْ فَعَلْتُمُوهُ بِأَحَدِ إِخْوَتِي هَؤُلاَءِ الأَصَاغِرِ فَبِي فَعَلْتُمْ.
41  «ثُمَّ يَقُولُ أَيْضاً لِلَّذِينَ عَنِ الْيَسَارِ: اذْهَبُوا عَنِّي يَا مَلاَعِينُ إِلَى النَّارِ الأَبَدِيَّةِ الْمُعَدَّةِ لِإِبْلِيسَ وَمَلاَئِكَتِهِ
42  لأَنِّي جُعْتُ فَلَمْ تُطْعِمُونِي. عَطِشْتُ فَلَمْ تَسْقُونِي.
43  كُنْتُ غَرِيباً فَلَمْ تَأْوُونِي. عُرْيَاناً فَلَمْ تَكْسُونِي. مَرِيضاً وَمَحْبُوساً فَلَمْ تَزُورُونِي.
44  حِينَئِذٍ يُجِيبُونَهُ هُمْ أَيْضاً: يَارَبُّ مَتَى رَأَيْنَاكَ جَائِعاً أَوْ عَطْشَاناً أَوْ غَرِيباً أَوْ عُرْيَاناً أَوْ مَرِيضاً أَوْ مَحْبُوساً وَلَمْ نَخْدِمْكَ؟
45  فَيُجِيبُهُمْ: الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: بِمَا أَنَّكُمْ لَمْ تَفْعَلُوهُ بِأَحَدِ هَؤُلاَءِ الأَصَاغِرِ فَبِي لَمْ تَفْعَلُوا.
46  فَيَمْضِي هَؤُلاَءِ إِلَى عَذَابٍ أَبَدِيٍّ وَالأَبْرَارُ إِلَى حَيَاةٍ أَبَدِيَّةٍ».